اقدم اليكم قصص عن الخيول
جبريل علية السلام وحيزوم يوم بدر :
حيزوم فرس جبريل علية السلام ، مقدم الملائكة يوم بدر ووازعهم ، وفي حديث مسلم عن ابن عباس رضي الله
عنهما : بينما رجل من المسلمين يومئذ ، يعني يوم بدر ، يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه ، إذ سمع ضربة
السوط فوقه وصوت الفارس يقول : أقدم حيزوم ، فنظر إلى المشرك أمامه قد خرّ مستلقيا ، فنظر إليه ، فإذا هو
قد خطم أنفه وشق وجهه كضربة السوط ، فاخضر ذلك أجمع ، فجاء الأنصاري فحدّث رسول الله (ص) فقال :
( صدقت ، ذلك من مدد السماء الثالثة ) .فقتلوا سبعين وأسروا سبعين .
_________________________________________________
حيزوم : الغندجاني ص71 ، المخصص 6 / 193 ، فضل الخيل ص 157ـ 158 ، الصحاح والتاج ( حزم ) .
حديث مسلم : جهاد 58 .
الحديث : صحبح مسلم 4 /375 ، وفضل الخيل ص 157 .
تسمية الأرسان الخمسة :
عندما جاء سيل العرم في اليمن وانهار سدّ مأرب ، هربت الخيل العربية واختفت ، وبعدها بزمن ظهر منها خمس
أفراس في وسط الجزيرة العربية في منطقة نجد ، فرآها مجموعة من أهل المنطقة بالبادية جافلة متوحشة لايستطيع
أحدا الاقتراب منها ، وكانت ترد على نبع ماء مساء لتشرب بعد مرعى يومها ثم تولي هاربة ، وكان يراقبونها
ويبحثون عن فكرة للحصول عليها ، فوجدوا الفكرة وقام بتنفيذها بتطويق وإحاطة منبع الماء ( المارد ) بحاجز كبير
واسع المساحة وترك منفذا مفتوحا وتواروا عن أنظارها ، فلم وردت الخيل جفلت وخافت وترددت من الدخول مع هذا
المنفذ ، ولكن هذا التردد لم يدم طويلا فقد اشتدّ عليها العطش فدخلت ، ثم قاموا بعجل في إغلاق المنفذ ليتم تطويقها
وبعد ذالك قاموا باستئناسها حتى امتطوها ، ثم عادوا بها وفي طريقهم وعند بلوغ الجوع منهم مبلغة ولم يجدوا ما يأكلونه
قرروا أن يتراهنوا على احد الأفراس ويأكلوها وذالك بإقامة سباق بينهم ومن تأخرت منهن وقع عليها ذالك ، فأقيم
السباق فرفض صاحب المتأخرة ذبحها ، ثم عادوا الكرّة ثانية وتأخرت أخرى فرفض أيضا ذالك ، فبينما هما في هذا
الوضع إذا بقطيع من الضباء فرجا من الله ولحقوا بها وامسكوا مايكفيهم وأنجى الله الخيل وأصحابها من الهلاك ،
وكانت كل فرسا تحمل صفة بها وسميت كل منها على هذه الصفة ، ونسبت كل منها لأسم صاحبها وهي كالتالي :
- الكحيلة : وسميت بذالك لتكحيلة عينها القوية ، وكان صاحبها اسمه العجوز ، فصارت كحيلة العجوز .
- الصقلاوية : وسميت بذالك لصقا لت شعرها ، وكان صاحبها اسمه جدران ، فصارت صقلاوية جدران .
- الشويمة : وسميت بذالك لشامات كانت فيها ، وكان صاحبها سيّاح ، وصارت شويمة سيّاح .
- العبية : وسميت بذالك لصفة سلوكية وليست شكلية كالسابقات وهي عندما كانوا في السباق وقعت عباءة خيّالها
وصاحبها واسمه شراك فعلقت عباءتة في ذيلها المنتصب عاليا إلى نهاية السباق ، وسميت بعبية شراك .
أما الخامس فعليه اختلافات ، فقد دخل بين عدد من الفروع القوية من هذه الأرسان .
داحس والغبراء :
كان ( داحس ) حصان قيس ابن زهير ، و ( الغبراء ) فرس حمل ابن بدر ، فتواضعا الرهان عليهما مائة من الإبل
وكانت المسافة مائة غلوة ، وكان المضمار أربعين يوما ، فأجرياهما ، وكانت في طرف الغاية التي اجريا إليها
شعاب كثيرة ، فأمر حمل ابن بدر جماعة من أصحابه أن يكمنوا في تلك الشعاب ، وقال لهم : اذا جا داحس سابقا
فردوا وجهه كي تسبقه الغبراء ، فلما أرسلوهما تقدمت ( الغبراء ) ، فقال حمل بن بدر لقيس : قد سبقتك فقال قيس :
رويدا حتى ترشح أعطاف الخيل ويخرجان من الجدد إلى الوعث ، فلما خرجا إلى الجدد تقدم ( داحس ) وجاء إلى
آخر الغاية وهو متقدما ، خرج عليه أصحاب حمل بن بدر فجأة وافزعوه وجفل وتغير اتجاهه واسقط فارسه ،
فأتيحت الفرصة ( للغبراء ) بالتقدّم لكسب السباق افتراء وظلم .
ثم عرفت الحقيقة بعد ذالك ، فحدث الخلاف بينهم ، وثارت الحرب بسبب ذالك بين ( عبس وذبيان ) .
تسبى الكحيلة ولايردّها بليق :
كان هناك شيخا من شيوخ القبائل لديه فرسا أصيلة ومشهورة بالطيب من رسن الكحيلات ، فخطط على سرقتها احد
اللصوص من قبيلة أخرى ، فأتى إلى قبيلة الشيخ وطلب العمل راعيا لديهم ليبحث عن الفرصة المناسبة لسرقتها ،
وفي ذات يوم انتهز فرصة غياب الشيخ عن القبيلة ، ونسيان ربط قيدها من قبل أبناءه ، فقام بالاقتراب منها وامتطاها
ونطلق بها مسرعا فشاهدوه ولحق به ابنه ممتطيا حصان غير أصيل يسمى بليق ومجموعة من فرسان القبيلة وأيضا
لحق بهم الشيخ حيث كانت عودته على وقت الحدث وعلى مراء منه ، وكان ابن الشيخ فارسا جيدا وكان الأقرب إلى
اللص من الآخرين ، وكان الشيخ يراقب الوضع من خلفهم أثناء المطاردة ، فخاف الشيخ أن يلحق بليق بالكحيلة
فيقال ذالك لأن اللص ليس فارسا جيدا ولايعرف التحكّم بالفرس ، فصاح الشيخ بأعلى صوته للص قائلا : دونك
والغبط أي اسلك طريق الوحل ، فسمع اللص النصيحة وعمل بها ، فلم يستطيع بليق مجارات الكحيلة وخان صاحبه
فنجى اللص بالفرس ، وصاح الابن في وجه أبيه قائلا : لماذا فعلت هذا ياأبي فردّ عليه قائلا ( تسبى الكحيلة ولايردّها
بليق ) . وذهبت هذه المقولة مثلا .
وثب على أمة فمات :
حكي الأوزاعي قال : كنا بالمأجل فجيء بفحل فقربت إليه أمة ليثبها (يشبيها ) فأبى ، فأدخلت في بيت مظلم وجللت
بعباءة وقرّبت إليه فوثب عليها ، فلما فرغ منها تشمم رائحتها فعرفها ، فعطف برأسه إلى إحليله ( ذكره ) فعض
عليه فقطعه فمات من ساعته .
رؤيا مسلم بن عمر الباهلي بحصانه :
ذكر أن مسلما رأى في منامه أنه خرج من إحليل ( ذكر ) حصانه ( الحرون ) طائر فطار ، فأرسل إلى ابن سيرين
من قصّ عليه منامه ، فقال : إن صدقت رؤيا ه لينتجن خيلا جيادا لا يتعلق بها . فنتج الحرون ابنه البطان ، ونتج
البطان ابنه البطين ، فلم يرى مثلهما في الجاهلية ولا الإسلام .
سابق ( أعوج ) الطير فورّد فارسه الماء :
سئل فارس أعوج عنه فقال : ضللت في بعض مفاوز بني تميم ، فرأيت قطاة تطير ، فقلت في نفسي : والله ماتطير
هذه القطاة إلا في طلب الماء ، فأتبعتها ولم أزل أغض من عنان أعوج حتى وردت معها الماء .
رغبة عبدالعزيز بن مروان با( الخطّار ) :
الخطّار أبوه من خيل مضر ، وهو للبيد بن ربيعة ، وورد ذكره في خيل الصحابة رضوان الله عليهم ، فطلبه منه
عبد العزيز بن مروان وهو أمير مصر ، فأمتنع عليه ، وأغزاه أفريقية فمات بها ، فبعث به عامل افريقية موسى بن
نصير إلى عبدالعزيز ، من جملة خيل أهداها إليه ، وقد طالت معرفته وذيله وتغير الحصان ، فلما تأمل الخيل لم
يجد من يعرف ( الخطّار ) بينهم ، فقالوا : ابنة صاحبه تعرفه ، فبعث عبدالعزيز إليها ، فلما رأته عرفته وقالت لمن
أتاها به : ها أنا امرأة اخرجوا عني حتى أنظر إليه ، فلما خرجوا قطعت أذنيه وهلبت ذيله ، وقالت : والله لا يركبك
أحدا بعد أبي سويا ، وقالت لهم : هوهو ، فخذوه لا بارك الله لكم فيه ، فأتخذه عبد العزيز فحلا ، فنتج منه
( الذائد ) المذكور في قائمة خيل الجاهلية والإسلام .
( العصا ) أنقذت صاحبها :
هي فرس لجذيمة الأبرش ، وخبره مع الزّبّا مشهور ، ولما غدرت به ، وكان قصير أحد أصحابة نصحه فيها فلم
يقبل نصحه ، فلما تحقق غدرها به وتمكنها منه ، ركب قصير العصا وركضها فنجت به ، وقيل أنها جرت به ثلاثين
ميلا ثم وقفت فماتت موضعها ، فبني عليها برجا ، وسمي ( برج العصا ) . وقد ورد ذكرها في خيل الجاهلية والإسلام.
نفوق الضّاوي :
الضاوي هو ابن أعوج ، كان لأبن المحارثية الهلالي ، قال أبو المنذر : أخبرني أبومسكين عن أبية قال : سارت بنو
عامر ومعهم الضّاوي ، وقد كبر فسقط ومات ، فقالت عجوز منهم : أربعن يانساء بني عامر ، فقد رزيتن غرة من
غرر المجد ، إلا أن الضّاوي قد نفق ، فما بقيت امرأة من بني عامر إلا كسرت ربعة طيبها عليه .
الأمـثـال
أجرأ من خاصي خصاف :
خصاف هو فحل خيل مشهور يضرب به المثل في الطيب ، فطلبه الملوك من صاحبه للتشبيه ( للتلقيح ) منه ،
فرفض ذالك ، وليتحاشى إلحاحهم قام بخصائه .
أشأم من حميرة :
حميرة هي فرس لشيطان بن مدلج الجشمي ، وكان يتشاءم بها ، وذلك أن بني جشم قومه خرجوا يطلبون المرعى
قبل رجب ، فأقبل صاحب حميرة بها ، فرعاها عامة نهاره وحدها ، ثم رجع بها ، واتفق ذالك مع خروج بني أسد
وذبيان غازين ، فشاهدوا آثار حميرة فقالوا إن هذا لقريب منكم ، فاتبعوا أثرها حتى هجموا على الحيّ فغنموهم .
إن جرجر العود فزده وقرا :
إذا وصل عمر ة من الخيل أو الإبل الثمان أو التسع سنوات أو تجاوزها فطال نابه فهو ( عود ) ، فلا ينقص قوته
أي يزاد إكرامه في الأكل وفي التعامل معه .
الخيل أعلم بفرسانها :
أن الخيل تعرف وتميز بين الفرسان عند امتطائها وبين غيرهم .
الخيل تجري على أعراقها ، وفي السباق تجري على جدود فرسانها :
إن اصدق الفراسة في المهر أن يتفرس في عتقه وجودته عند الجري ، فأنه يجري على ماجبل عليه ولايغير جريه
كما تتغير الأعضاء ، فان تغير جريه بعد ركوبة ، فانه من ضعف به ، أو استعجل عليه بالركوب قبل أوانه ، فهذا
يحسن جريه بعد أن يكون ثنيا, جذعا رباعيا ، أو عند ذهاب العلة ، إن كانت به ، أو اشتدت قوته إن كان من ضعف
الخيل تجري على مساويها :
أي أن بعض الخيل يمكن تجري وتسبق وتكون في غاية الذراعة والجودة ويكون فيها عيوب ومساوئ .
لا الإنسان في شئ ولا اليربوع في شئ مع القضاء :
خصاف أسم آخر لحصان كان لرجل من غسان ، وقيل هو سمير بن ربيعة الباهلي ، وكان اجبن الناس ، وكان
حصانه لايجارى ، وكان يقف يوم القتال في أخريات الناس ، فيكون أول منهزم ، فجاء سهم يوم فارتكز بين يديه
في الأرض وجعل يهتز ، فقال : ما اهتز هذا إلا وقد وقع في شيء ، فنزل وكشف عنه ، فإذا هو في ظهر يربوع .
ثم قال هذا المثل ، وبعدها أستقدم فكان أشد الناس قتالا وأشجعهم